كيف أثرت كورونا على أسعار العقارات في تركيا

لم تكن سوق العقارات في تركيا بمنأى عن وصول تأثيرات فيروس كورونا إليها و بالطبع فإن هذه التأثيرات اقتصرت على الجوانب السلبية و لكنها لم تقتصر فقط بالتأثير على القطاع الصحي في البلاد بل امتدت لتصل إلى مختلف القطاعات و من ضمنها قطاع الاقتصاد في تركيا و كذلك السياحة و التجارة بمختلف أشكالها من برية و بحرية و جوية و لكن القسم الأكثر أهمية بالنسبة إلى المستثمرين الأجانب منهم أو المحليين هو التأثيرات التي قامت جائحة فيروس كورونا بفرضها على قطاع العقارات و أسعار العقارات في تركيا .

فيروس كورونا و القطاعات العقارية في تركيا :

لا يمكن الحديث عن تأثير فيروس كورونا على قطاع استثماري ما في تركيا بحيادية مطلقة إذ إن جميع قطاعات الاستثمار في البلاد مرتبطة ببعضها البعض و أي طارئ يصيب أحدها لا بد أن يصل إلى البقية فقطاع العقارات في تركيا يرتبط ارتباطاً قوياً مع قطاع السياحة و لكون أهم المشاكل أو النتائج المترتبة على انتشار فيروس كورونا هو تقييد حركة انتقال الأشخاص و السفر من بلد إلى آخر و بالتالي توقف تدفق السياح الأجانب إلى البلاد الأمر الذي انعكس سلباً على القطاع العقاري بسبب توقف عمل الفنادق و العقارات السياحية التي تعتمد في استثماراتها و تحقيق الأرباح على عائدات التأجير التي تحصل عليها من السياح الأجانب خلال مواسم السياحة و لا ينتهي الأمر هنا إذ إن قطاع العقارات في تركيا يرتبط أيضاً بقطاع التجارة الذي لم يكن في مهرب هو أيضاً من التعرض لل تأثيرات السلبية الناتجة عن فيروس كورونا الأمر الذي قد نتج عنه إيقاف للكثير من الأعمال التجارية أو انخفاض عوائد الإيجارات التي يحصل عليها ملاك العقارات بسبب عدم قدرة الأشخاص على دفع الإيجارات لتوقف الأعمال و إغلاق البلاد .

أسعار العقارات في تركيا و آثار فيروس كورونا عليها :

على الرغم من أن الآثار السلبية التي قد خلفها انتشار فيروس كورونا قد كانت وخيمة و قد طالت مختلف المجالات و القطاعات إلا أن الملفت للانتباه هو أن أسعار العقارات في تركيا لم يكن لها نصيب في أي تأثير سلبي له إذ يمكن القول إن أسعار العقارات قد بقيت ثابتة أو ضمن الحدود الوسطية المتعارف عليها قبل انتشار الفيروس إلا أن الأجزاء التي قد طرأت عليها تغييرات في قطاع العقارات في تركيا كانت الإيجارات التي قد نالت النصيب الأكبر من الضرر و تأثرت بشكل ملحوظ و كذلك نسبة مبيعات العقارات في تركيا التي قد شهدت ركوداً هاماً لا سيما بالنسبة إلى مبيعات العقارات في تركيا نحو المستثمرين الأجانب .

أسباب عدم تأثر أسعار العقارات في تركيا بانتشار فيروس كورونا :

يبدو الأمر ملفتاً بالفعل و قد يثير استفهام الكثير من الناس لمعرفة السبب الذي قد يمنع تأثر أسعار العقارات في تركيا بانتشار جائحة ضخمة و فتاكة مثل فيروس كورونا و بالطبع فقد عمل الخبراء و العاملون في مجال الاستثمار العقاري في تركياعلى توضيح الأسباب المؤدية إلى هكذا نتيجة و التي يمكن تلخيصها بكل من ما يلي أولاً كون حركة البيع و الشراء في قطاع العقارات في تركيا معتمدة بالأصل على المواطنين الأتراك و المستثمرين الأجانب الذين يقيمون أصلاً في الأراضي التركية و أن عدد المستثمرين الأجانب الذين يقومون بشراء العقارات في تركيا من خارجها لا يعتبر كبيراً لدرجة تؤثر على القطاع أي أن توقف حركة النقل و السفر بين الدول لم تسبب تأثيرات على عملية العرض و الطلب في سوق العقارات في تركيا و التي بقيت مستمرة إضافة إلى استمرار العمل على إنجاز عدد من المشاريع التي قد سبق و أن تم البدء بها قبل انتشار فيروس كورونا لا سيما في مدينة إسطنبول كما هو الحال في منطقة باشاك شهير

و أضاف الخبراء إلى قائمة الأسباب التي ساهمت في عدم تأثر أسعار العقارات في تركيا بالجائحة التسهيلات التي عملت الحكومة التركية على تقديمها أمام جميع المستثمرين و عمليات بيع و شراء العقارات في تركيا عن بعد و عن طريق الانترنت و كذلك فقد عملت الشركات العقارية و الوكلاء العقاريون على التكيف مع النمط الجديد من الحياة الذي فرضه فيروس كورونا و بدأوا بالعمل على تقديم كافة الخدمات و الاستشارات المتعلقة ب امتلاك العقارات في تركيا عن طريق الانترنت و أيضاً على الرغم من توقف عمليات السفر إلى تركيا إلا أن الكثير من المستثمرين الأجانب لم يتوانوا عن استغلال فرصة الحصول على الجنسية التركية من خلال شراء عقار في تركيا الأمر الذي ساهم في استمرار حركة و نشاط السوق العقارية و الأهم هو أن الاستثمار في مجال كمجال العقارات في تركيا يصنف على أنه واحد من مجالات الاستثمار بعيدة المدى أو طويلة الأمد و بالتالي فإن الكثير من الأشخاص لن يترددوا في دخوله خوفاً من فيروس كورونا أو التأثيرات التي قد يسببها على قطاع العقارات في تركيا في المدى الزمني القريب .