شركة ديل العقارية تقدم مقالة عن خصائص تقسيم في اسطنبول
منذ قرون مضت، تحظى منطقة تقسيم في مدينة إسطنبول التركية بأهمية ومكانة كبيرة، وتعود تسمية الميدان الشهير الواقع بمنطقة بايوغلو بقلب إسطنبول (القسم الأوروبي من المدينة) بهذا الإسم لأنه كان مركزا لتوزيع وتقسيم إمدادات المياه في العهد العثماني. فقد كانت قديما منطقة لتوزيع تقسيم المياه على أحياء ومناطق المدينة، ومن هنا جاء الاسم.
حاليا، بات ميدان تقسيم، قلب إسطنبول النابض، مكانا هاما يقصده الزائرون والسائحون، حيث يجدون فيه التاريخ القديم ممتزجا بالثقافة المعاصرة، إضافة لتلبية حاجتهم من التسوق.
كما يعرف "ميدان تقسيم" في إسطنبول في تركيا بكونه قبلة للسائحين وزوار المدينة التاريخية وعاصمة الدولة العثمانية.
وتضم المنطقة مجموعة من الأماكن التاريخية المهمة، فضلا عن الأسواق التجارية، وحاليا جارٍ بناء مسجد كبير فيها.
وبالنظر إلى تلك المكانة الكبيرة، لا تهدأ الحركة في ميدان تقسيم وشارع الاستقلال المتفرع منه، ما بين سائح ومتسوق ومشارك في فعالية ثقافية.
ويتضمن الميدان سوقا يشهد فعاليات ومعارض فنية وأنشطة للأطفال ومعارض كتب وأخرى للأعمال اليدوية، ويندر أن يكون السوق خاليا من أي فعاليات، ما يزيد من حيوية المكان.
كما يضم الميدان نصبا تذكاريا للجمهورية التركية وعيد التحرير والنصر، وهو من تصميم الفنان الإيطالي بيترو كانونيكا، وعادة ما يتجمع الناس لالتقاط الصور أمامه.
كما يوجد في المنطقة عدد كبير من الفنادق والمحال التجارية والمكتبات، فضلا عن مقاه ومطاعم متنوعة الأذواق والمذاقات. ومع تزايد أفراد الجالية العربية في إسطنبول، بات للمطاعم العربية تواجد هناك أيضا.
شارع الاستقلال، يمتد من ميدان تقسيم وصولا لمنطقة قره كوي، وهو شارع قديم يمر فيه ترام يعود لنحو مئة عام، وهو من أقدم الترامات في المدينة، فيما تتواجد أزقة ضيقة قديمة على أطراف الشارع ونهايته تعود بالزائر لعبق التاريخ.
كما أن أغلب البيوت والمباني الموجودة بالشارع يعود عمرها لأكثر من مئة عام، ومن أبرزها الكنيسة المقببة وجامع حسين آغا المقابل لها.
كذلك، يتضمن الشارع مراكز دبلوماسية وقنصليات لعدة دول كهولندا وروسيا، فضلا عن مراكز خدمية، وفنادق تستضيف أهم المؤتمرات الدولية.
وجرت العادة أن يتخذ العازفون مكانا لهم في هذا الشارع، وأحيانا تعزف فرق موسيقية ألحانها هناك مقدمة فقرات ممتعة وجميلة للزائرين.
ويتضمن شارع الاستقلال ثانوية "غالاطة" الشهيرة ببنائها المتميز، وتقع بمنتصف الشارع الذي يستضيف أيضا متحف الشمع الشهير "مدام توسو"، الذي افتتح منذ نحو عامين، ويتضمن تماثيل شمعية لمختلف مشاهير تركيا والعالم.
وتتصل منطقة تقسيم بمناطق مهمة أخرى مثل حي "نيشانتاشي" الراقي والشهير بإسطنبول، ومنطقة "عثمان بي" التجارية الشهيرة أيضا، وصولا إلى منطقة "مجيدية كوي"، التي تعتبر من أكثف المناطق التجارية في المدينة، نظرا لكثرة الشركات التركية والأجنبية العاملة في تركيا بتلك المنطقة.
ومن أهم ما يميز المنطقة أنها تطل على مضيق البوسفور، ما أكسبها إطلالة مميزة يمكن من خلالها رؤية الجانب الآسيوي من إسطنبول.
وبنى السلطان "سليم الثالث" مطلع القرن الـ19 قلعة قرب هذا الميدان كانت ضمن ثكنة عسكرية وفق طراز معماري يحمل بصمات هندية وروسية.
وبعد ذلك بنحو مائة عام انطلقت منها شرارة الأحداث التي أدت نتائجها لعزل السلطان "عبد الحميد الثاني" عن العرش, ثم استخدمها المنتفضون ضد حكم حزب "الاتحاد والترقي". ثم هـُدمت بالكامل عام 1940 بعهد حزب مصطفى أتاتورك (حزب الشعب الجمهوري), وأنشئ مكان الثكنة حديقة للتنزه سمي "متنزه غيزي".
ويُعد الميدان مقصدا ترفيهيا للسياح والأتراك نظرا لانتشار المطاعم والمتاجر والفنادق، ويضم أيضا ثاني أقدم خط بمترو الأنفاق بالعالم بعد مترو لندن. كما يحتوي على المحطة الرئيسية لشبكه مترو أنفاق إسطنبول والنصب التذكاري للجمهورية الذي يرمز للذكرى الخامسة لتأسيس الجمهورية التركية عام 1923 والذي افتتح عام 1928.
ويُعد الميدان وجهة مثالية للمظاهرات وأحداث اجتماعية ووطنية مثل ليلة رأس السنة، ويوم الجمهورية، أو العروض على شاشات كبيرة لمباريات كرة القدم المهمة.
تواصل معنا ، واحصل على افضل العروض المتوفرة في سوق العقارات