ما هو نفق اوراسيا وما تأثير هذا النفق على سوق العقارات في تركيا
تمتلك تركيا مجموعة مبهرة من المدن الكبرى التي تعد كل مدينة منها رائدة في مجالي استثماري و تستمد البلاد الأهمية الكبيرة التي تتمتع بها بفضل الميزات التي تقدمها كل واحدة من هذه المدن .
و عند الحديث عن المدن الكبرى في تركيا لا بد من أن يذكر اسم مدينة إسطنبول و التي يعرف عنها بأنها العاصمة الاقتصادية للبلاد و الشريان الحيوي لها إذ على عكس بقية المدن الهامة فإسطنبول تتميز بأنها مركز مزدهر لمختلف أشكال الاستثمار لكونها تضم عدد مهماً من المشاريع الكبرى و الحديثة الهامة على مستوى تركيا و العالم ككل .
إن هذا النفق عبارة عن نفق مائي يتم الاستفادة منه في عبور السيارات و يعمل على الربط ما بين أجزاء مدينة إسطنبول أي الجزء الأوروبي مع الجزء الآسيوي فهو يمر تحت قاع مضيق البوسفور و يبلغ طول هذا النفق الأربع عشرة فاصل ستة كيلو متراً و يشكل الجزء الواقع تحت الماء منها ما يساوي الخمسة فاصل أربع كيلو متراً .
و يقوم النفق بالوصل ما بين حي كازلي شيشمه في منطقة زيتون بورنو في القسم الأوروبي من المدينة مع حي غوزتابه في منطقة كاديكوي في الجزء الآسيوي و لقد حصل النفق على اسمه المميز هذا من خلال دمج أسماء القارتين اللتان يقوم بالوصل ما بينهما أي أوراسيا تعني أوروبا و آسيا .
و قد بدء العمل على هذا المشروع من قبل الحكومة التركية في شهر إبريل من عام ألفين و أربع عشر ميلادي ليستغرق إنجازه ما يزيد عن العامين من أعمال الحفر و تم افتتاحه في شهر ديسمبر من عام ألفين و ستة عشر ميلادي .
و لقد كلف إنجاز هذا المشروع الحكومة التركية ما يقارب المليار و مئتين و خمسين ألف دولار أمريكي .
على الرغم من أن هذا المشروع قد كان مميزاً للغاية من قبل مدينة إسطنبول إلا أنه لم يكن الأول من نوعه فقد سبقه نفق مرمراي تحت مياه بحر مرمرة و لكن يتميز عن سابقه الذي هو مخصص فقط لقطار المترو بأن نفق أوراسيا مخصص لعبور السيارات تحت مياه مضيق البوسفور و يعد النفق مشروعاً ضخماً يمتد بارتفاع أربع عشر متراً تحت المياه ليكون بذلك أطول نفق لمرور السيارات في العالم .
و لا تبيع الأهمية الاستراتيجية التي يتمتع بها هذا النفق من كونه ممراً لعبور السبارات و الحافلات و الربط ما بين جزئي مدينة إسطنبول بل من كونه أداة هامة تساهم في تعزيز الأهمية الاقتصادية و التجارية التي تتمتع بها مدينة إسطنبول و بالتالي رفد الاقتصاد التركي ككل .
و لذلك فقد حصل نفق أوراسيا المائي على لقب أفضل نفق في العالم عام ألفين و ستة عشر تبعاً للتصنيف الذي تم إجراؤه من قبل مجلة أمريكية .
لقد عمل هذا النفق على توفير الوقت بشكل كبير من خلال تقليص الزمن اللازم للانتقال ما بين الجزء الأوروبي و الجزء الآسيوي للمدينة إذ إن رحلة الانطلاق من منطقة غوزباته و حتى منطقة كازلي تشيشمه كانت تستغرق أكثر من ساعة و نصف الساعة و لقد تم اختصارها من خلال العبور في النفق إلى ربع ساعة فقط .
و سيقوم هذا الاختصار الزمني بتعزيز حركة التجارة و تنقل التجارة و تسهيل المعاملات التجارية الأمر الذي سيكون دافعاً لجذب عدد أكبر من المستثمرين الأجانب للاستثمار في مدينة إسطنبول مثل شراء العقارات في تركيا .
كما أنه سيعمل على دعم قطاع السياحة في المدينة أولاً بسبب رغبة السياح بإلقاء نظرة على هذا الإنجاز العظيم و ثانياً لكونه قد جعل التنقل بين أجزاء مدينة إسطنبول أكثر سهولة على السياح .
كما أن اختصار الوقت و المسافة في التنقل بين أنجاء المدينة يعني الحاجة لاستهلاك وقود أقل و بالتالي انبعاث دخان و غازات أقل الأمر الذي سينعكس إيجاباً على البيئة و بالتالي فهو ليس فقط مشروعاً ذا مزايا تجارية وسياحية.
أصبح معروفاً أن العقارات التي تكون مجاورة لمشاريع هامة تكتسب قيمة استثمارية عالية و عقارات منطقة زيتون بورنو و منطقة كاديكوي ليست بمختلفة عن هذه الحالة إذ إن عقارات هاتين المنطقتين قد اكتسبت أهمية كبيرة بفضل مرور نفق أوراسيا المائي عبرهما فالمواصلات الحديثة تلعب دوراً هاماً في رفع حيوية المناطق التي تمر فيها لا سيما في رفع القيمة الاستثمارية للعقارات بمختلف أشكالها من عقارات سكنية و عقارات تجارية .
إن المنطقة تشكل عقدة مواصلات في مدينة إسطنبول بشكل عام و قد اكتسبت أهمية إضافية عند افتتاح مشروع نفق أوراسيا المائي و زادت الاستثمارات العقارية السكنية فيها مثل السكن الفندقي و الشبابي و الطلابي كما أن ارتفاع القيمة الاستثمارية قد شمل العقارات التجارية في المنطقة من محال و مكاتب تجارية .
تشكل هذه المنطقة واحدة من المناطق الراقية في القسم الآسيوي من مدينة إسطنبول و هي بدورها قد استفادت من نفق أوراسيا المائي و شهدت ارتفاعاً في القيمة الاستثمارية للعقارات فيها .
تواصل معنا ، واحصل على افضل العروض المتوفرة في سوق العقارات